recent
أخبار ساخنة

زايد اوحماد: آخر مشعل للمقاومة في المغرب

زايد اوحماد: آخر مشعل للمقاومة في المغرب

المقاوم زايد اوحماد
المقاوم زايد اوحماد

بعد إنتهاء معركة بوكافر سنة 1933 بين قبائل أيت عطا والمستعمر الفرنسي ظن المستعمر أنه أنهى المقاومة في المغرب باستلائه على جبل بادو بالجنوب الشرقي،إلا أن المقاومة ستستمر ثلاث سنوات أخرى حتى 1936 بقيادة رمز الحرية والكرامة البطل زايد اوحماد الذي أربك حسابات المستعمر وأعوانه. فما هو زايد اوحماد وما هي قصته؟

ولادته ونشأته:

ولد زايد اوحماد في بداية التسعينات من القرن التاسع عشر بقصر إقدمان قيادة ايت هاني التابعة إداريا لإقلبم تنغير وسط قبائل ايت مرغاد المنضوية داخل كونفدرالية ايت يافلمان.
ترعرع في طفولته كباقي الاطفال،إشتغل بجمع الحطب والرعي وتعرف على المناطق المجاورة حيث رافق أمه الى أسواق تنغير وغريس ومسمرير. كان زايد اوحماد يحضر مجالس الكبار ومنهم تعرف على الاطماع الاستعمارية التي تواجه المغرب، كما تأثر بالاوضاع المزرية التي تعيشها البلاد بعد وفاة السلطان الحسن الأول ودخول البلاد مرحلة السيبة وانتشار قطاع الطرق وغياب الأمن. كما تأثر زايد اوحماد بتجاوزات الكلاوي وأعوانه في منطقة تودغى والذين كانوا يجبرون الناس على أعمال السخرة أثناء بناء قصبة الخليفة الكلاوي مما دفع أهل تودغى الى طلب المساعدة من إخوانهم ايت عطا في الجنوب وايت مرغاد في الشمال فكان زايد اوحماد ممن لبوا هذا النداء فاتجه الى تنغير لمقاومة أعوان الكلاوي ومن ثم التحق بصفوف المقاومة التي بدأها المجاهد عسو أوبسلام ضد المستعمر الفرنسي.

بداية المقاومة:

بعد إنتهاء المقاومة في جبل صاغرو عاد زايد اوحماد إلى منطقته فوجد المستعمر يجبر الناس على الإشتغال في الطرق والأعمال الشاقة بدون مقابل ، فلما أرغم زايد اوحماد على العمل في إنجاز أحد الطرق وأحس بالاهانة لم يستسغ هذه الإهانات فقام بقتل < الشاف > ثأرا لكرامته فهرب إلى الجبال المجاورة حاملا بندقيته على كتفه ومن ثم بدأت شرارة المقاومة بين زايد اوحماد والجيش الفرنسي. إتخذ زايد اوحماد موحا اوحمو رفيق دربه ونضاله فبدأ بقنص الجنود الفرنسيين وأعوان المخزن مستعينا بخبرته السابقة في الحرب ومعرفته بتضاريس المنطقة وكذا بحماية القبائل المجاورة وتعاطفها فكانت تمده بتحركات الجيش الفرنسي علاوة على الغذاء والمأوى.
وثيقة فرنسية: مقاومة المستعمر الفرنسي
ولما كثر القتل بالجنود والملازمين الفرنسيين كان من الطبيعي أن تطارده القوات الفرنسية ومعها أعيان وشيوخ المنطقة والجواسيس فبدأ يتنقل من منطقة إلى أخرى إلى أن انتهى به المطاف بقصر تدفالت جنوب تنغير فلما علمت سلطات الاحتلال بمكان تواجده طوقت المنزل من جميع الاتجاهات فبدأ إطلاق النار بين الطرفين إلى أن استشهد الزعيم والسلاح في يده يوم 5 مارس 1936. فكان يوما حزينا بالمنطقة بأسرها، فقامت سلطات الاحتلال بالانتقام من كل الدواوير والأسر التي تعاطفت مع حركة زايد اوحماد فأصدرت أحكاما بالسجن وأخرى بمصادرة الاراضي الزراعية والمغروسات لمدة 17 سنة كما اعدم كل من له علاقة بالمقاومة.
باستشهاد البطل زايد اوحماد سنة 1936 يكون المغرب قد أطفأ آخر شعلة للمقاومة ضد الغزاة الفرنسيين..

أولحو إيثري: بتصرف
google-playkhamsatmostaqltradent