ماذا تعرف عن جزر المغرب..

الموحدون: أول امبراطورية اسلامية وحدت شمال افريقيا والاندلس

النفوذ الجغرافي لدولة الموحدين بالاخضر

في القرن الثاني عشر الميلادي استطاع الموحدون الامازيغ تأسيس دولة اسلامية في شمال افريقيا توسعت حتى بلاد الاندلس شمالا دامت حوالي 148 سنة،عرفت خلالها المنطقة ازدهارا اقتصاديا وعلميا وعمرانيا.فكيف ظهرت دعوتهم؟ وكيف توسعت دولتهم؟ وما هي انجازاتهم؟

ظهور الدعوة:

 قبيل سقوط دولة المرابطين التي حكمت المغرب واجزاء من شمال افريقيا والاندلس (1056-1147م)،ظهر شخص اسمه محمد بن تومرت نواحي منطقة تينمل ضواحي مدينة مراكش. كان عالما وفقيها بارعا ولقب نفسه بالمهدي المنتظر والامام المعصوم  فأخذ على عاتقه محاربة البدع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام باصول الدين دون فروعه وتوحيد الله في صفاته وأسمائه لهذا سمى أتباعه بالموحدين، فلقيت دعوته استحسانا لذى القبائل التي يمر بها فاجتمع له جمع غفير من الناس فكان ممن التقى بهم عبد المومن بن علي أكومي (الكومي) في بجاية شرق الجزائر حيث أعجب بعلم ابن تومرت وغزارته فلزمه فاتجه معه الى مراكش عاصمة المرابطين سنة 1121،  فأخذ ابن تومرت البيعة لنفسه فبدأ بمحاربة المرابطين فلم يتمكنوا من هزمهم فرجعوا الى قريتهم تينمل وهناك مرض مرشدهم وتوفي هناك سنة 1130.

المهدي بن تومرت مؤسس دولة الموحدين

قيام دولة الموحدين وتوسعاتها:

تركت وفاة ابن تومرت مسؤولية كبيرة على عاتق تلميذه عبد المومن فبدأ بجمع الصفوف واستمالة القبائل فاستطاع ضم قبائل الشرق والجنوب الشرقي فدخل في مناوشة الجيش المرابطي دون الاصطدام معه مباشرة الى أن دب الوهن في الجيش المرابطي كان هذا سنة 1140 وفي سنة 1142 توفي أميرهم علي بن تاشفين لكن خلفه تاشفين لم يتمكن من هزيمة جيش عبد المومن في تلمسان والتي دخلها سنة 1144
فتراجع المرابطون الى وهران والتي دخلها الموحدون سنة 1145 بعد حصارها وهناك قتل أمير المرابطين ثم بعدها سقطت مدينة فاس ثم سبتة وسلا وتوالى سقوط المدن بسقوط آخر أمير للمرابطين يدعى إسحاق بن علي فدخل الموحدون مراكش سنة 1147.

استغل الاندلسيون انشغال المرابطين بحرب الموحدين فثاروا على أمرائهم فجهز عبد المومن جيشا الى بلاد الاندلس فاستعاد معظم البلاد سنة 1146 وفي سنة 1148 استعاد قرطبة وقادس وغيرها واستعاد ألميريا سنة 1157 . وفي سنة 1152 استطاع ضم الجزائر وفي سنة 1160 طرد النورمانديين النصارى من تونس وبعدها ضم ليبيا الى مملكته ليكون بذلك أول زعيم اسلامي يوحد شمال افريقيا والاندلس.

وفي آخر حياته عبر الى بلاد الاندلس ليطمئن على احوال السكان هناك سنة 1160 وفي تمام 1162 نزل به المرض فتوفي ودفن بجوار المهدي بن تومرت بتينمل.

بلغت دولة الموحدين أوجها في عهد ابي يعقوب يوسف ابن عبد المومن(1163-1189) ثم أبو يوسف يعقوب الملقب بالمنصور(1184-1199) الذي نهض بالدولة الموحدية والاندلس علميا و عمرانيا و عقد الصلح مع الاسبان وبعد نقضهم الصلح اضطر لقتالهم فانتصر عليهم في معركة الارك alarcas سنة 1195 وتولى بعده الخلافة ابنه محمد الناصر(1199-1213) وفي عهده تم القضاء على مجموعة من الثورات في البلاد ثم اتجه بجيشه لقتال الاسبان الذين نقضوا العهد وأعلنوا حربا صليبية على المسلمين بمباركة البابا فجمع ألفونسو alfonso ما يفوق على 124 ألف جندي لقتال المسلمين ،إلتقى الجيشان غي حصن العقاب تلق المسلمون هزيمة نكراء سنة 1212 فبدأت الدولة تتهاوى شيئا فشيئا بسقوط الاندلس بشكل نهائي سنة 1228 فتلاها سقوط تونس في أيدي الحفصيين والجزائر في أيدي بني عبد الواد سنة 1236. ومنذ 1244 تعرضوا لحملات المرينيين الى أن انتهت دولتهم سنة 1269.

إنجازات الدولة الموحدية:

عرفت شمال افريقيا والاندلس في عهدهم ازدهارا في جميع المجالات والاصعدة بدء باستتباب الأمن واستقرار البلاد فتركوا إرثا حضاريا وعمرانيا لا يزال موجودا لحد الآن كجامع تينمل وإعادة بناء جامع الكتبية بمراكش وصومعة حسان و صور مدينة الرباط ومسجد الخيرالدا بإشبيلية. كما تأثروا بالهندسة المعمارية الاندلسية فاستقدموها الى افريقيا فبنيت القصور والمساجد والقلاع وشيدت المستشفيات والموانئ والقناطر والحمامات والمدارس والاساطيل البحرية.

صومعة حسان بالرباط

كما اهتم الموحدون بالجانب العلمي والثقافي فازدهرت العلوم الاسلامية في عهدهم علاوة على العلوم الفلسفية و اللسانية والتاريخ والجغرافيا وعلم الفلك والتنجيم والطب والرياضيات(ابن رشد،ابن طفيل،ابن زهر،ابن الاثير...). كما انتعشت في عهدهم الزراعة والصناعة والتجارة فعم الرخاء بين الناس. كما اهتم الموحدون بالجانب العسكري فكونوا جيشا قويا يقارب نصف المليون جندي حققوا به انتصارات عظيمة ويكون بذلك الموحدون أعظم إمبراطورية أمازيغية اسلامية تركت إرثا حضاريا وعمرانيا مهما الى يومنا هذا.

جامع الكتبية بمراكش

1. 

   جامع الخيرالدا باشبيلية

 أولحو إيثري: بتصرف