recent
أخبار ساخنة

الأوبئة والمجاعات في المغرب

الأوبئة والمجاعات في المغرب

تعرض المغرب والعالم بأسره لوباء خطير إسمه كورونا، هذا الوباء بدأ في الصين ثم انتشر بسرعة البرق في ارجاء العالم فكان للمغرب نصيبه من الإصابات والوفيات.  وللتذكير فقط فليست هذه اول مرة يتعرض فيها المغرب لمثل هذا الوباء بل سبقته سنوات عصيبة من الأوبئة والمجاعات تعرضت لها البلاد منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي.

المغرب زمن المجاعات
عام الجوع في المغرب:1779-1782

عام الجوع:

فقد عرف  المغرب ما يسمى بعام الجوع ما بين سنة 1779-1782 بسبب الجفاف والقحط تلاه موجة الجراد التي اجتاحت البلاد و ايضا بسبب سياسة السلطان  المخزني الذي عمد الى تصدير مخزون القمح إلى الخارج لسبع سنوات متتالية مما أضر بالسكان كثيرا فأخذوا في أكل  الأعشاب و الحيوانات كعشبة إيرني  لذلك سمي ذاك العام بعام إيرني.

عام الطاعون الاسود:

الطاعون الاسود 1799-1800
وفي سنة 1799-1800 سيضرب طاعون فتاك المغرب ويقضي على حوالي نصف سكان البلاد. ويقال أن مصدره الحجاج المغاربة الذين أتوا من المشرق عبر ليبيا وتونس والجزائر فبدأ انتشاره بمدينة وجدة لينتشر بعدها في باقي انحاء البلاد. وبعد هذا الطاعون والذي سمي بالطاعون الاسود سيعرف المغرب طاعونا آخر سمي بطاعون طنجة سنة 1818 حيث دخل مدينة طنجة بواسطة البحارة الأوروبيين.  فلم تفلح إجراءات القناصلة المعتمدين في المغرب في حجره ، فبدأ بمدن الشمال لينتشر بعد ذلك في داخل البلاد .

عام بوكليب:

انشار مرض كوليرا بين المغاربة
وبعد أعوام المجاعة والطاعون وفي سنة 1834 سيعرف المغرب ما يسمى بعام بوكليب  أو ما يسمى حاليا بمرض الكوليرا.  وتقول المصادر أن مصدره الحجاج المغاربة الذين اتوا به من الحجاز فكانت مدينة فاس أول مدينة تصاب بهذا المرض، ثم انتقل إلى مكناس ثم الرباط فسلا وطنجة.  فتوسع المرض بسبب تنقلات السكان وأيضا بسبب حركات جيش السلطان فكانت تموت 500 حالة كل يوم.  فجاءت موجات أخرى من الكوليرا بعد كل عشر سنوات إلى أن اختفى المرض من تلقاء نفسه، فحصد هذا الفيروس أرواحا كثيرة بسبب تعفن الجثث وغياب النظافة. 

عام البون:

عام البون بالمغرب 1944

لكن الحدث الأهم الذي عرفه المغرب قبيل منتصف القرن العشرين هو ما يسمى بعام البون.                                                                                                  
ففي سنة 1944-1945 عرفت البلاد موجة من المجاعة أكثر من مجاعة 1779 بسبب سياسة الحماية الفرنسية في المغرب. فقد دخلت فرنسا الحرب مع المانيا فكانت المستعمرات الفرنسية في أفريقيا هي الممون الرئيسي للجيوش الفرنسية، فقد افرغت فرنسا المغرب من المخزون الغذائي للمغاربة لتغطية الأزمة الاقتصادية التي أصابتها إبان الحرب العالمية الثانية علاوة على ضعف التساقطات في تلك الآونة فظهرت المجاعة في البلاد وانتشرت الأمراض فلما استفحل الأمر بدأت سلطات الحماية بتوزيع ورقة بموجبها يحصل المواطن على كمية قليلة من الغذاء تسمى بالبون (bon) لذلك سمي ذلك العام بعام البون.  وسمي أيضا بعام بونتاف لأن الناس لما استفحل بهم الجوع كانوا ينتفون النباتات من الأرض ليأكلوها وهي نيئة.  وسمي أيضا بعام الصندوق لأن الناس كانوا يذهبون بالخبز العجين إلى الفران في الصناديق خشية السرقة نظرا لشدة الجوع. وسمي أيضا بعام إيرني وهي نبتة مرة المذاق كان المغاربة يأكلونها رغم أضرارها الصحية خاصة الإسهال ، ورغم ذلك فقد أبقت هذه النبتة العديد من المغاربة على قيد الحياة.  وسمي أيضا بعام التيفوس  نسبة إلى مرض التفوئيد الذي انتشر بين السكان     فقتل حوالي 26 ألف شخصا.                                                                          
وأطلق المغاربة على هذا العام  تسميات أخرى كعام خزو وعام لحفا ولعرا وعام بوهيوف و الحميضة وحرودة.                                                                                   

ولما تمادى الجوع بالمغاربة وأخذ منهم أكلوا الجراد وخشاش الأرض والقطط والكلاب والسحالف والخنازير فانتشرت جميع الأمراض المرتبطة بالتغذية والنظافة كالزهري و الجذري والسل والملاريا فباع المغاربة أولادهم بسبب الحيف والجوع.                    
بالنسبة للوفيات فقد وصلت إلى 50 ألف حسب الإحصائيات الفرنسية، شكل الأطفال نسبة مهمة منها.  في حين أشارت دراسات و أبحاث أخرى إلى أن عدد الهالكين من هذه      المجاعة بلغ 300 ألف.  فكان من الطبيعي أن تخفي فرنسا حجم جرائمها في المغرب    وتظهر بمظهر منقذ المغاربة من موت محقق.                                                   

 



أولحو إيثري : بتصرف



google-playkhamsatmostaqltradent