recent
أخبار ساخنة

هل تعلم أن شيشناق أول أمازيغي يحكم مصر و يدخل بيت المقدس

 هل تعلم أن شيشناق أول أمازيغي يحكم مصر و يدخل بيت المقدس

في القرن العاشر قبل الميلاد دخل ملك أمازيغي فلسطين والمناطق المجاورة لها. ملك من أصول أمازيغية اسمه شيشناق استطاع أن يصبح ملكا لمصر ويوسع دولته فعرفت المنطقة في عهده ازدهارا في كافة المجالات. فمن هو شيشناق؟ و كيف حكم مصر؟ و كيف استطاع ضم مملكة يهوذا وفلسطين إلى حكمه؟

شيشناق ملك مصر950ق.م.-929ق.م
شيشناق ملك مصر950ق.م.-929ق.م.

من هو شيشناق:

هو شيشناق بن نمرود من أصول ليبية من قبيلة المشاوش الأمازيغية. هاجرت أسرته إلى مدينة اهناسيا بصعيد مصر لقربها من دلتا النيل و بحثا عن المراعي و الخصب و هناك استطاع جده الأول تقلد زمام الكهنة في المنطقة فحضيت هذه الأسرة بالاحترام و التقدير لذى الشعب المصري فتوارثوا خدمة المعبد منذ جدهم الاول بوبو واوا حتى حكم الاسرة الفرعونية الواحدة و العشرين.

كيف وصل شيشناق إلى عرش مصر:

كان الملك بسونس الثاني آخر ملوك الأسرة الفرعونية الواحدة و العشرين التي تحكم مصر. و في عهده اضطربت الاوضاع في مصر و تفككت البلاد و عصفت بها الأحداث في الداخل و الخارج. فكان هذا الملك ذكيا يراقب الأوضاع من بعيد وينتظر موت الملك بسونس الثاني. و بوفاة هذا الأخير تولى شيشناق العرش مستفيدا من عدة أمور منها زعامته للجيش المصري و زعامته الدينية ككاهن أعضم لمعبد أمون علاوة على قريه من العائلة الحاكمة باعتباره صهرا للملك بسونس الثاني. فاستطاع شيشناق بسط السيطرة على الحكم بشكل سلمي كان هذا سنة 950 ق.م. فاختلفت الآراء بين من ذهب الى هذا الطرح و بين من رجح خوضه معارك عديدة مع المصريين حتى انتصر عليهم فاتخذ الأمازيغ هذا الحدث بداية لتقويمهم التاريخي.
عرفت مصر خلال فترة حكمه ازدهارا في شتى المجالات، دام حكمه عقدين من الزمن و لقب بالفرعون أما أسرته فاستمرت قرنين من الزمن( 950ق.م.- 730ق.م.) فكانت بذلك الأسرة الثانية والعشرين التي تحكم البلاد.

ضم مملكة يهوذا وفلسطين:

خريطة مصر القديمة
خريطة مصر القديمة
تزامن حكم شيشناق لمصر بفترة حكم النبي سليمان لفلسطين. فقد كانت علاقته علاقة طيبة بالملك سليمان، و بعد وفاة النبي سليمان تولى إبنه رحبعام العرش وفي عهده ساءت أحوال القوم بسبب الفساد و تركهم لشريعة الرب فسلط الله عليهم من يسومهم العذاب فسلط الله عليهم جيش شيشناق فدخل مملكة يهوذا ودمرها فأخذ الكنوز ودمر الهيكل ثم وسع نفوذه إلى كامل فلسطين و لبنان و الشام. و قد سجلت التوراة هذا الحدث في: (ملوك أول 25/14_28) يقول النص المقدس:" و في السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر على أورشليم لأنهم خانوا الرب..أخذ المدن الحصينة التي ليهوذا وأتى على أورشليم، فجاء شمعيا النبي إلى رحبعام و رؤساء يهوذا الذين اجتمعوا في اورشليم و قال لهم: هكذا قال الرب: أنتم تركتموني و أنا أيضا تركتم ليد شيشق..فصعد شيشق_ملك مصر_ على اورشليم و أخذ خزائن بيت الرب و خزائن بيت الملك، أخذ كل شيء و أخذ أتراس الذهب التي صنعها سليمان".

ذكر شيشناق في القرآن:

ذهب بعض المؤرخين إلى أن الأمازيغ ذكروا في القرآن في شخص شيشناق و جيشه إبان توليه عرش مصر مستدلين بالخمس الآيات الاولى من سورة الإسراء حين قال تعالى: "و قضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لنفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا".
مضمون الآيتين هو أن الله قدر على بني اسرائيل الإفساد و العلو في الارض مرتين فتوعدهم الله بأن يرسل عليهم من يعذبهم جزاء تجبرهم و طغيانهم متى وقع منهم الإفساد عندئذ يرسل عليهم عبادا أولي بأس شديد. فاختلف العلماء من هم هؤلاء العباد بالضبط.
هناك من ذهب الى ان هذا الإفساد الأول قد وقع بالفعل فأرسل الله عليهم الملك جالوت في عهد النبي داوود، إلا أن هذه الفترة كان فيها اليهود في حالة الضعف و الهوان وليسوا في حالة علو و كبرياء لهذا نصرهم الله عليه فقتله النبي داوود. و هناك من قال المقصود هو ملك النبط بعد قتلهم للنبي زكرياء عليه السلام. و قيل الملك سنحاريب ملك آشور في العراق في القرن السابع قبل الميلاد.و أغلب المفسرين كالطبري و ابن كثير و القرطبي ذهبوا الى أنه نبوخذ نصر "بختنصر" في القرن السادس قبل الميلاد يعد تكذيبهم لنبيهم إرمياء. و ذهب آخرون إلى أن المقصود في الآية هو الملك شيشناق والذي سبق هؤلاء كلهم في القرن العاشر قبل الميلاد فهو الذي دخل مملكة يهوذا و فلسطين و دمر الهيكل وأخذ الكنوز كما سبق الذكر.
فقد ذكرت التوراة هذا الحدث و سجلته بكامل التفاصيل فلا يعقل أن يكون تباين بين الكتب السماوية، فقد ذكر  شيشناق باسمه في التوراة(العهد القديم) و في الانجيل (العهد الجديد) فلا يعقل أن يقصد به ملك آخر في القرآن، هذا من جهة و من جهة أخرى فإن نبوخذ نصر ملك بابل دخل فلسطين لغرض دنيوي حينما تمرد ملك اليهود صدقيا على حكمه. و من جهة ثالثة فقد دخل النبي شمعيا وسيطا بين رحبعام والملك شيشناق كي لا يهلك بني اسرائيل كما أشارت إلى ذلك التوراة فلما تذلل اليهود إلى ربهم واعترفوا بخطئهم تدخل نبيهم فأقنع شيشناق بأن يأخذ كل شيء وتبقى فلسطين تحت سيطرته مقابل حياتهم.
تمثال شيشناق في الجزائر
تمثال شيشناق في الجزائر
دام حكم شيشناق عقدين من الزمان و توفي بمصر سنة 929ق.م. فحكم أولاده مصر من بعده مدة قرنين كاملين،  فحق للأمازيغ أن يفتخروا بحضارتهم الضاربة في القدم رغم محاولة أعدائهم تزوير و تهميش كل ما هو أمازيغي صرف بقصد او بدون قصد.

أولحو إيثري: بتصرف

google-playkhamsatmostaqltradent