recent
أخبار ساخنة

اليوم العالمي للغة الأم

اليوم العالمي للغة الأم




في يوم 21 فبراير من كل سنة يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الأم والذي أقرته منظمة اليونسكو سنة 17 نونبر1999ومن تم ثم اقراره رسميا من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة سنة 2008 وثم الاحتفال به كيوم عالمي للغة الأم منذ عام 2000 لتعزيز السلام واعترافا بالتنوع اللغوي و حماية لجميع اللغات الأم.


وقد يعتبر البعض أن هذا التاريخ لا يعني لهم شيئا الا أن الأمر أبعد من ذلك، فهذه اللغة التي رضعناها من أمهاتنا هي من مقومات حياة و فكر الانسان و أصل وجوده. فلا يوجد شعب بدون لغة و لا توجد هوية بدون لغة و لا وجود لحضارة و عمران بدون لغة. فحينما نتحدث عن وجود حضارة أمازيغية على سبيل المثال لا الحصرفنحن نتحدث عن شعب يتكلم اللغة الامازيغية وينتج ويكتب بهذه اللغة و يطور ذاته وكيانه حتى يصبح هذا المجتمع  في مصاف الدول المتقدمة و المنتجة ومن ثم يقال ان هذا الشعب ترك حضارة معينة عبر التاريخ، وهذا شأن الحضارات العريقة التي مرت عبر العصوركالحضارة الاغريقية و الفرعونية والرومانية والاسلامية...


وبمناسبة اليوم العالمي للغة الأم أحب أن أطرح في هذه المقالة قضية اللغة  الأمازيغية التي يتكلمها سكان شمال افريقيا و جزر الكناري و سكان صحراء سيوة بمصر.
فمنذ استقلال هذه الدول فرض الاستعمارايديولوجية و أشخاص وأنظمة تخدم مصلحته في المنطقة. فقد وقع هؤلاء على معاهدات تحفظ مصالح المستعمرفي مستعمراته السابقة، فأتبعت هذه الأنظمة نهجا اقصائيا يروم القضاء على لغة و حضارة هذه الشعوب الأصيلة، فثم فرض اللغة العربية كلغة رسمية على هذه الدول فأنفقوا الاموال وفعلوا المناهج و المعاهد لتعريب هذه الدول وادخالها عنوة في جامعة الدول العربية ونعتوها بالوطن العربي و بالمقابل اقصاء اللغة الأمازيغية في كل مناحي الحياة واحتقارها بل ومحاولة اقبارها وهذا بمباركة المستعمر الغاشم.

وأمام هذا الوضع دق النشطاء والجمعيات الأمازيغية ناقوس الخطر بل و رفعوا شكوى الى المنظمات الدولية للتدخل قبل فوات الأوان. وأمام الضغوطات الدولية و حراك الشعوب الأمازيغية استطاعت نزع الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية في كل من المغرب و الجزائر والاعتراف بها كمكون أساسي في كل من تونس و ليبيا.
ورغم كل المجهودات التي بذلت في اعادة الاعتبارللغة الأم و اعطائها حقها في التعليم و الاعلام و الادارة فان انعدام الارادة لذى هذه الأنظمة ذات التوجه المشرقي جعل هذه القوانين و الاجراءات مجرد حبر على ورق ولم تصل بعد الأمازيغية الى مكانتها الطبيعية 
أسوة بنضيرتها العربية.


ازاء هذا الوضع فان هذه الدول مدعوة الى الانتصارللغة الأم المتأصلة في شمال افريقيا منذ الأزل بعيدا عن كل ولاء ايديولوجي أو سياسي أو تعصب عرقي خدمة للصالح العام و ذرءا لأي فتنة وتفرقة بين الأفراد و الجماعات  قبل نشوب صراعات اثنية تضع المنطقة على صفيحة بركان ساخن قد يأتي على الأخضر و اليابس..


أولحو إيثري: بتصرف












google-playkhamsatmostaqltradent