recent
أخبار ساخنة

معركة بوكافر الخالدة

معركة بوكافر الخالدة

مقاومة قبائل أيت عطا

في مثل هذا الشهر من كل سنة يخلد الأمازيغ ذكرى معركة بوكافر الخالدة، بوكافر الملحمة بكل المقاييس أبانت خلالها قبائل أيت عطا في جنوب شرق المغرب عن بسالتهم وشجاعتهم في مقاومة المستعمر الفرنسي.
منذ سنة 1912 دخلت فرنسا المغرب تحت ذريعة ما يسمى بالحماية، منذ ذلك الوقت انطلقت المقاومة في جميع أنحاء البلاد واجهت فرنسا خلالها مقاومة عنيفة تكبدت خسائر فادحة في الارواح و العتاد لكنها في الاخيروبمازرة اسبانيا و الخونة المغاربة استطاعت القضاء عليها، حيث ثم القضاءعلى المقاومة في الريف وفي الاطلس المتوسط والصحراء وسوس، وبقي اخر معقل للمقاومة في الجنوب الشرقي للمغرب عزمت فرنساعلى القضاءعلى ما تبقى من جيوب المقاومة في البلاد، فوقعت المعركة بين فرنسا وقبائل أيت عطا في منطقة تسمى بوكافرنواحي اقليم تنغير والتي تبعد عن ورزازات بحوالي 200 كلم.، فاضطرسكان قبائل أيت عطا الدخول في حرب مع فرنسا و خونة المخزن بقيادة القائد العظيم و المجاهد عسوأوبسلام الذي انتخب شيخا لقبائل أيت عطا منذ سنة 1919.

القائد عسو أوبسلام في الوسط

اختار عسوأوبسلام قمة جبل صاغروالذي يبعد حوالي 2275 متر عن سطح البحرنظرا لوعورة التضاريس هناك و لتعزيز تحصيناته، فاستطاع جمع حوالي سبعة آلاف مقاوم مقابل 83 ألف من الجيش الفرنسي المدجج بجميع أنواع السلاح و الطيران.
رغم انعدام تكافؤ الفرص بين القوتين من حيت العدد والعدة فقد استطاع عسوأوبسلام و رجاله الحاق خسائرمهمة بالجيش الفرنسي حيث قتلوا منهم 3500 عسكري منهم 10ضباط في حين استشهد من العطاويين حوالي 1300.

مكان موقعة بوكافر

وأمام القصف العنيف والمتوالي ليل نهارعلى السكان العزل وحقنا لدماء الأطفال و النساء و المواشي اضطر القائد عسوأوبسلام الى الدخول في مفاوضات مع المستعمروليس استسلاما، فقبلت فرنسا جميع شروط المقاومة دون شرط أو قيد منها طرد رجال الكلاوي من مناطق تنغيروالنواحي ووقف استفزازاتهم للسكان المحليين، حفظ كرامة النساء بعدم دعوتهن للرقص أمام الجنود الفرنسيين ووقف أعمال السخرية، اصدار العفوالعام على جميع المقاومين، عدم التخلي عن سلاح المقاومة، وأخيرا وهذا مهم أن يكون الاستسلام للسلطان المغربي وليس لفرنسا.

انتهت المعركة والتي دامت 42 يوما لقنت فيها المقاومة الأمازيغية درسا قويا لفرنسا و هذا باعتراف الضباط الفرنسيين الذين حضروا المعركة.

مفاوضات انهاء الحرب بين عسو أوبسلام وفرنسا
فهذا هنري بوردوعضو الأكاديمية الفرنسية الذي زار المنطقة بعد مرورسنة على هذه الأحداث يقول: لقد أرسلت عليهم القنابل ليل نهارمن السماء والأرض لمدة 42 يوما،42 يوما من الحرمان والأرق وألعطش،42 يوما قضوها مع الحيوانات التي جنت وأخذت تصرخ حتى الموت، قضوها مع الجثث المتعفنة...فلنقس بذلك قدرتهم على تحمل ما قاسوه من المحن تحملا يسموبهم الى أعلى الدرجات..



أولحو إيثري: بتصرف
google-playkhamsatmostaqltradent